تصميم بيئة العمل

Seating

Lighting

Temperature

noise

التأثيرات الفسيولوجية للضوء

 
التأثيرات الفسيولوجية للضوء على الإنسان:
تؤدى الإضاءة السيئة إلى متاعب وإجهاد للعين. وانه لا يوجد تعريف طبي دقيق لوصف هذه الحالة، وعادة يستخدم مصطلح التعب البصري. ويعرف بارتليت Bartlett، هذا النوع من الإجهاد بأنه تدهور في الأنشطة والحيوية كنتيجة مباشرة للإضاءة السيئة"
و يوجد موافقة شبه جماعية من كثير من العلماء علي أن حالة البيئة المرئية التي يعمل فيها الإنسان لها تأثير واضح علي صحته، و كذلك علي أدائه للواجبات المنوط بها.
إن أداء الأعمال البصرية كشيء مختلف عن الرؤية المعتادة تتضمن بالضرورة بذل جهد من الإنسان، هذا الجهد يمكن أن يكون عضليا كما في حالة تشغيل عضلات التكيف في العين أثناء الضوء. أو في البحث عن تفاصيل دقيقة أو مراجعة تغير أنماط شيء ما. وانه مما نعرفه عن عملية الإبصار انه من المؤكد أن هذا الجهد العضلي يكون اكبر كثيرا إذا ما وجدت صعوبة ناشئة عن سوء الإضاءة،  سواء أكان ذلك في شكل إضاءة غير كافية أو أنواع إضاءة غير مرغوب فيها في المجال المرئي. وبشكل عكسي فان الجهد المبذول يمكن تقليله عن طريق توفير الحد الأمثل من ظروف الإضاءة وتوزيعها. وحتى عندما تكون الرؤية العادية العابرة هي موضع الاعتبار فان بيئة بصرية غير مرضية تشكل عائقا معنويا يسبب بالتالي شكل من أشكال التعب والإجهاد.
إن التكيف للعمل تحت ظروف متغيرة يكون كبيرا لدرجة انه إذا ما كانت الظروف سيئة جدا وليس هناك تأثير علي الجهد المبذول في العمل المرئي بعد فترة قصيرة من العمل، فانه علي الرغم من ذلك يتم الشعور بالتعب بعد مدة طويلة من القيام بالعمل، ويبدأ الفرد عندئذ في الشكوى من الإجهاد بوجه عام ويصبح أقل انتباها، وتعرف هذه الأعراض جميعا بالإجهاد البصري.
كما أن الحرارة المنبعثة من المصادر الضوئية القوية لها تأثير ضار علي الصحة العامة للإنسان، ولذا يجب وضع هذه المصادر في أماكن بعيدة عن الإنسان.
و من ذلك يمكننا تلخيص التأثيرات الفسيولوجية العديدة للضوء على الإضاءة في النقاط التالية:
1) حدة البصر Visual Acuity.
2)  المواءمة البصرية Accommodation .
3) التكيف Adaptation.
4) انبهار العينDazzling .
حدة البصر:
للحدة البصرية تعريفات عديدة، ولكنها جميعا تشترك غالبا في أنها تعنى بشكل أو بأخر " قدرة العين علي التمييز والتفريق بين التفاصيل في المرئيات" وتتوقف حدة البصر علي عدة عوامل، أهمها:
1. حجم الأشياء التي تنظر إليها.
2. مدى إستضاءة هذه الأجسام.
وعلي ذلك فان الشيء الذي لا يمكن رؤيته علي الإطلاق في مستويات الإضاءة المنخفضة، قد يصبح مرئيا بوضوح عندما يزداد مقدار الإضاءة. وفي مدى الإضاءة الطبيعي تتناسب حدة البصر خطيا مع الزيادة اللوغاريتمية في كمية الإضاءة.
المواءمة البصرية :
المواءمة البصرية هي "مقدرة العين في التركيز علي الأشياء التي توجد علي مسافات مختلفة من العين، وتبدأ من أقرب نقطة للبؤرة إلى ما لا نهاية للنقطة البعيدة"
و تتم عملية المواءمة بتغير شكل عدسة العين لكي تصبح أكثر سمكا وانحناء كلما قرب الجسم المرئي من العين،و العكس تماما أي ضيق وصغر الانحناء كلما بعد الجسم المرئي عن العين.و لكن جميع الأشياء التي تقع علي مسافة 6 أمتار من العين تقع في البؤرة تماما بدون أن تبذل عضلات العين جهدا في مواءمة عدستها، و كلما قرب الجسم المرئي من العين عن هذه المسافة كلما زاد الجهد العضلي المبذول للحفاظ علي العدسة في التحدب الملائم.
و تسمى أكبر مسافة يمكن معها رؤية الأجسام بوضوح بالنقطة البعيدة،"و النقطة البعيدة للعين السليمة هي ما لا نهاية. وتسمي اصغر مسافة يمكن معها رؤية الأجسام بوضوح بالنقطة القريبة.و النقطة القريبة بالنسبة للعين السليمة هي 25 سم،  ويسمى التغير في قوة العدسة من الرؤية البعيدة للرؤية القريبة بقوة موائمة العين"
الموائمة والعمر Accommodation and Age
 حتى سن السادسة عشرة تكون العين البشرية قادرة علي المواءمة مع أجسام مرئية" تقع علي بعد 8سم أو أكثر،و لكن مع تقدم السن تزداد هذه المسافة التي تشكل الحد الأدنى للموائمة البصرية حتى تصل في سن 45 سنة إلى 25 سم، وفي سن الستين تبلغ أربعة أضعاف هذا القدر فتبلغ 100سم تقريبا. والجدول التالي  يوضح النقطة القريبة للأعين المختلفة"

 

 

العمر

المسافة

16 سنة

    32سنة

44سنة

50سنة

60سنة

8 سم

12,5سم

25سم

50سم

  100سم

 
 وهذه الظاهرة النقص في القدرة علي الموائمة مع زيادة العمر تعرف باسم (Presbyopia) وهي أمر هام عند تصميم الإضاءة اللازمة للمهام البصرية لكبار السن.
المواءمة وشدة الضوء Accommodation and light Intensity
لشدة الإضاءة تأثير كبير في مدى تواؤم العين ."في أثناء الإضاءة الضعيفة تحس العين النقطة البعيدة قريبة والنقطة البعيدة قريبة والنقطة القريبة تتراجع أو ترتد. وتنخفض في نفس الوقت سرعة ودقة المواءمة. كما أن القدرة على ادراك التباين بين جسم ما والبيئة المحيطة به لهما نفس التأثير السابق. وهنا يجب أن نلاحظ أن التباين الكبير يساعد العين على الملائمة بسرعة ودقة .
التكيف (تكيف العين )
إذا ما تعرضت العين لتغيرات كبيرة وسريعة في مستوى شدة الإضاءة مثل حالات الانتقال السريع من مكان شديد الإضاءة إلى مكان مظلم والعكس، فان العين تحتاج مدة من الزمن لتكيف نفسها لعملية الرؤية في مثل هذه الحالات، وقد تكون هذه المدة هي الزمن الذي يتم من خلاله تضييق اتساع إنسان العين ." فعندما تتعرض العين لضوء شديد يضيق إنسان العين ليحمي الشبكية وقد يصل قطره إلى 3مم، وفي حالة الظلام التام يتسع إلى أقصى ما يكون وقد يصل قطرة إلى 8مم "وهذه العملية تسمى التكيف مع شدة الإضاءة المختلفة .
 " التكيف مع الضوء والظلام Light & Dark Adaptation
إن تكيف العين مع درجات الإضاءة المختلفة هو أساس القدرة على الرؤية في حالات الإظلام التام أو شبة الإظلام .وتحتاج عملية التكيف في الظلام إلى وقت أطول بالمقارنة بالتكيف أثناء وجود الضوء، كما يحدث عند انتقال العين من وسط به إضاءة قوية إلى مكان مظلم، فان التكيف في هذه الحالة يتم على مرحلتين يكون التكيف فى المرحلة الأولى منها سريعا في الدقائق الخمس الأولى ثم يقل بعد ذلك تدريجيا. وفى المرحلة الثانية تنخفض سرعة التكيف حتى تصل إلى أدنى حد لها، ولا يتحقق التكيف التام إلا بعد ساعة تقريبا. وتتوقف هذه المرحلة على شدة الضوء في الوسط المضيء الذي انتقلنا منه إلى الوسط المظلم .
ويكون التكيف في الضوء سريعا، وله مرحلة أولى تستغرق حوالي 0.05ثانية تنخفض خلالها حساسية الشبكية إلى خمس حالتها العادية،  وهذه المرحلة تقع تحت تحكم عصبي .
والمرحلة الثانية تحدث ببطء، وتسللك سلوك التكيف في الظلام، ويحدث تغير في التوازن بين إحباط وإنعاش المواد الحساسة للضوء في الشبكية.
 فإذا " وقعت صورة جسم أو سطح مضيء جدا مثل مصباح أو شباك على الشبكية بعد انتقال العين من وسط مظلم فان الجسم المضيء يحدث انخفاضا في حساسية مركز الشبكية. وإذا كان مجال الأبصار يحتوي على بقع مضيئة وأخرى مظلمة تقوم العين ببمارسة ما يسمى بالتكيف المحلي Local Adaptation . ونستخلص من ذلك أن الإضاءة لابد وان يكون لها نفس درجة السطوع الموجودة فى مجال الإبصار. كما يجب الا يتغير المستوى العالي للسطوع فجأة أو بشكل متناوب من وقت لآخر لأن تكيف العين قد لا يكون بنفس السرعة ليتلاءم معه.

انبهار العين :
هناك نوعان مُتميّزان مِنْ الوهجِ الضوئى Glare الذي يُخفّضُ من الأداء البصريُ ويحدث ما يسمى بانبهار العين :
النوع الأول: وهناِ يسبب الوهجَ عجزا مؤقتاِ. العجز أو الانبهار يُمْكِنُ أَنْ يَحْدثَ أمّا لأن العينَ متأثّرةُ (على سبيل المثال، الأضواء العالية لسيارةِ مقبلةِ يُمْكِنُ أَنْ تَعميك بشكل مؤقت في الليل) أَو لأن الجسمَ الذي نَظرَ إليه متأثّر بضوء ساطعُ ( مثلما يحدث عندما ينعكسُ ضوء لامع على شاشة فيديو فيَخفي ما يظهر على شاشة العرضِ).
 اما النوعَ الثانيَ: للوهجِ يُنتجُ عنه  شعور بالألمِ أواصابة العين بالحول، وهذا النوع من الوهجُ  يسبب مضايقةِ للعَيَّنِ، فأضواء السيارةِ العالية تُضئ مباشرة نحو عيونِكِ مما يجعلها تتَآْذي (ولذا كلتا أنواع الوهجِ موجودة في هذا المثالِ). بالرغم من أن الآليةِ التي تَقِعُ نتيجة للمضايقةِ مجهولةُ، لذا نَتجنّبُ النَظْر مباشرة في مصادرِ الضوء اللامعةِ (مثل الشمسِ) التي يُمْكِنُ أَنْ تُتلفَ عيونَنا. تذكّرالوهجِ المحتملِ من مصادرَ الضوء والأجهزةَ.
ويمكن تعريف انبهار العين بأنه هو التعرض لوهج مصدر ضوئى بشكل مباشر او نتيجة لأنعكاس الضوء على السطح المستقبل اللامع أو السطح الزجاجى او المعدنى الأمر الذى ينتج عنه تباين كبير من تركيز الضوء على سطح المستقبل وترك الحيز حوله مظلما.
إن من شروط الإضاءة الجيدة توفير الإحساس بالراحة في الرؤية البصرية، حتى لا يشعر الإنسان بالتعب نتيجة للتباينات المختلفة للأشياء الواقعة في مجال الرؤية .حيث يسبب ذلك انبهارا للبصر في حالة ما إذا كان إحدى المساحات الواقعة في مجال الرؤية لها درجة بريق كبيرة أكثر من المساحات المحيطة بها .ومن الناحية الفسيولوجية يعرف الانبهار بأنه اضطراب في حالة تكيف الشبكية.
ويوجد ثلاث أنواع من الانبهار:
انبهار مطلق: يحدث عند وجود مصدر ضوئي ساطع جدا لدرجة تجعل تكيف العين غير ممكن.
انبهار نسبي: يحدث عند وجود تباين شديد بين الأشياء والمساحات في مجال الإبصار.
انبهار تكيفي: عندما يحدث تغير في شدة الإضاءة كلية .
ولتخفيف حدة انبهار العين يراعى الآتي:
لتفادى حدوث الانبهار يراعى ضبط اتجاه الضوء بحيث يكون  شعاع الضوء المنعكس على السطح لاسفل بعيدا عن العين حيث الاساس الفاتح والحوائط فاتحة اللون تعكس أشعة الضوء "البيئة المحيطة" . كما أننه يجب كذلك:
1- تقليل فترة الانبهار لأقصى درجة ممكنة، وكلما قلت هذه الفترة كلما تكيفت العين مع الحالة الجديدة بسرعة.
2- عند وجود تباين شديد بين الأشياء والمساحات في مجال الإبصار أو ما يسمى (الانبهار النسبي) يزداد ضعف القدرة على الإبصار خاصة عندما يقترب مصدر الانبهار من خط الرؤية، وعندما يزداد حجم وإضاءة ووضوح المصدر الضوئى.
3- إذا وقع مصدر الانبهار فوق خط الرؤية، فهذا يؤدي إلى تأثير اقل ضررا مما إذا وقع على جانب أو اسفل خط الإبصار .
4- مخاطر الإبهار أو الانبهار تزداد إذا كانت الإضاءة العامة في مجال الرؤية ضعيفة حيث أن الانبهار يحدث بسرعة وبعنف.
درجات النصوع غير الضار:
في مستويات الاضاءة المختلفة تستطيع العين أن تكيف نفسها لدرجات نصوع في مدى واسع تتراوح نسبته من1 إلى مليون. ولكنه عند أي من مستوى من مستويات التكيف يكون هناك مدى محدد يسهم في الرؤية الجيدة:


• في المستويات المنخفضة: فان النصوع بنسبة 1/10 من المتوسط تستطيع العين التكيف عنده، قد يكون هذا صغيرا جدا إلى حد لا يمكن معه رؤية التفاصيل بشكل واضح، ولكن في نفس هذه الظروف فان سطح له مائة مرة مثل هذا المتوسط قد يكون أكثر سببا فى اعاقة راحة الإبصار.
• وفي المستويات العالية فان المدى المناسب يمكن أن يكون من 1\100 من المتوسط إلى نحو 10 مرات من هذا المستوى للتكيف
 
 

موضوعات مرتبطة:

 

الإضاءة Light 
 طبيعة الضوء Nature of Light  

مصادر الضوء Light sources

 

ارجونومية الرؤية

 
 التشريح الوظيفي للعين 
 عيوب الابصار 
 التأثيرات السيكولوجية للضوء على الإنسان  
 التأثيرات الفسيولوجية للضوء على الإنسان 
 اعتبارات ارجونومية فى تصميم الاضاءة 

 
 














© ergo-eg.com 2007, All rights reserved.