ثانيا: المعلومات المتوفرة عن المنتج ومستخدمه
|
المعلومات التي تتوفر للمصمم او (متخصص الارجونوميكس) أو ما يسمى بالارجونوميست Ergonomist هي القاعدة التي يرتكز عليها التصميم بكل عناصره وهو المصفاة التي يختبر المنتج من خلالها وهى أداة المصمم في التحقق من صدق استجابته لمتطلبات المستهلك او المستخدم. وهذه المعلومات تنقسم إلى قسمين: |
- المعلومات التى يجب ان تتوفر للمصمم عن المستهلك وبيئة الاستخدام وظروفه - المعلومات المتاحة عن أو في المنتج. وكلاهما له نفس الدرجة من الأهمية بالنسبة للعملية التصميمية. ويؤدى نقصه او القصور فيه إلى عدم قدرة المصمم على الاستجابة للواقع التصميمى وعدم قدرته على تحقيق متطلبات المستهلك. |
1- المعلومات المتوفرة عن المستهلك وبيئة الاستخدام: |
أ- البيانات الانثروبومترية: |
ولعل أهم المشاكل التي تعيق عمل المصمم أو الإرجونوميست في هذا المجال هو عدم توفر المعلومات بشكل عام وخاصة المعلومات المتعلقة بالجسم البشري ومقاييسه وقدراته ومعوقات التصميم فيه. فقياسات الجسم البشرى هي أول واهم أدوات المصمم الذي يعمل للاستجابة لمتطلبات المستخدم واحتياجاته في استخدام سهل وآمن. فالمنتج المصمم للاستخدام باليد ينبغي أن يكون في حجم مناسب للاستخدام باليد. بل وليس لأى يد بل اليد المصمم من اجلها. فالمنتج الذي يتناوله الطفل بيده لابد وان يختلف في حجمه عن ذلك الذي يستخدمه البالغ أو المسن. إن التنوع الهائل في قياسات الجسم البشرى من فرد إلى فرد ومن مجموعة من البشر إلى مجموعة أخري يفرض نفسه هنا ويحتم وجود هذا النوع من المعلومات في متناول المصمم وبشكل دوري وبتحديث مستمر. |
ب- البيانات الاجتماعية والنفسية: |
تشكل هذه المجموعة من البيانات والمعلومات عن ما يدور حول الإنسان من متغيرات قد تتدخل في علاقته بالمنتجات المصممة إطارا هاما لعمل المصمم أو الإرجونوميست. فوجود المنتج ذاته من عدمه قد يفرضه ضغط اجتماعي أو ظروف محيطة ببيئة الاستخدام. وبالتالي فإن عناصر التصميم المختلفة تتأثر بقدر أو بآخر بما يحيط بالمستهلك من عوامل وما بداخله من متغيرات نفسية قد تصل إلى حد الإنكار أو الاقتناع التام بالمنتج نتيجة لتوافر عنصر ما أو غيابه. فرفض منتج معين يتناقض مع القيم والمعتقدات الاجتماعية والدينية والأعراف السائدة عيب في المنتج يرجع الى نقص في المعلومات. ولعله ليس ببعيد ذلك الحذاء الذي زينه مصمم من جنوب شرق آسيا بلفظ الجلالة "الله" ليجتذب المستهلك العربى والمسلم لشرائه. وبديهى أن مثل هذا المصمم لم يقصد الإساءة إلى المستخدم الذى يستهدفه أو إلى الدين الإسلامى، وإنما هو نقص المعلومات. إن لونا معينا قد يكون مرفوضا في بيئة معينه لما له من معنى يناقض قيم او معتقدات هذا المجتمع. وقد يصلح هذا اللون ذاته لمنتج ويكون مرفوضا في منتج آخر. ففي البيئات الصحراوية يكون رفض اللون الأصفر متوقعا ولكن على النقيض من ذلك يكون اللون الأخضر الفاقع مطلوبا في الريف المصري وهنا ينبغى على المصمم أن يدرك ما وراء هذه الاختيارات من قيم قد تكون مجهولة لديه. |
ج - العوامل والظروف البيئية: |
ظروف البيئة المادية التي تحيط بالمنتج تستلزم وجود العديد من العناصر التصميمية التي تعمل إما على التوافق مع هذه البيئة أو لمواجهة أو تجنب خطرها. وفقدان المعلومات عن البيئة أو احد عناصرها يجعل التصميم يفقد الحس البيئى الذي يجعله وكأنه منتج قادم من كوكب بعيد، فلا نجد فيه عناصر مقاومة الحرارة العالية أو التلوث. |
2- المعلومات المتوفرة في المنتج ذاته |
أ- دلالة المنتج وإيحاءاته |
إن أى منتج نقوم بتصميمه ينبغي أن يخبرنا ماذا نفعل وما لانفعل وأفضل شيء يمكن أن نفعله، فمقبض الباب ينبغى أن يدعونا إلى الدخول وان يشير لنا عن كيفية فتحه وهل يتم ذلك بالدفع أو بالإدارة أو الجذب أو الرفع لأعلى أو الخفض لأسفل. ينبغي أن يدل المنتج من أول وهلة عن كنهه وأوجه استخدامه وكيفية هذا الاستخدام وأي غموض في هذا الصدد قد يؤدي إلى لبس لا مبرر له.
|
ب - التوافق بين الإشارات المختلفة من صوتيه ومرئية ورمزية: |
تحدث كثير من المشاكل وعيوب التصميم نتيجة فشل المصمم في تحقيق التوافق بين الإشارات المختلفة الصادرة من المنتج، كأن تتعارض هذه الإشارات فيما تخبر به المستهلك. فحركة مفتاح ما ينبغى أن تتوافق مع ما اصطلح أن يصدر عنه من استجابة وينطبق الشيء نفسه على الإشارات الضوئية. فقد اصطلح الناس على أن يكون اللون الأحمر مؤشرا للخطر فلا ينبغى أن يختار المصمم لأى سبب كان هذا اللون للدلالة على الأمان ولابد كذلك أن يتوافق هذا المؤشر أيضا مع أية إشارات صوتية متوافقة. |