خامسا- الطبيعة الخاصة للمستهلك |
1- مبدأ الإنسان المتوسط : |
من هو الإنسان المتوسط وهل له وجود. فى أي مجتمع سكانى. لا يوجد ألا القليل من السكان الذين يمكن ان نصفهم بالمتوسط. وهؤلاء وان كانوا حتى متوسطين فى قياس ما أو صفة ما فإنهم فى الغالب لا يكونون متوسطين فى باقى صفاتهم الجسمانية أو الاجتماعية أو غيرها. وبالتالى فإننا عندما نصمم لشخص متوسط فإننا تصمم لشخص وهمى او شخص نادر الشيوع فى مجتمعنا. ان اقل قليلا من 99% من المجتمع أكبر من المتوسط أو أقل منه. وعندما نصمم بابا بقياسات الانسان المتوسط الوهمى فإن نحو 50% من افراد المجتمع لن يمكنهم عبوره إلا بالانحناء بدرجة ما تتناسب وطولهم. وعندما نصمم كرسى الأتوبيس للمتوسط فإن 50% سيجدونه أضيق مما يحتاجونه للجلوس. لذا فإنه قد يكون من غير الاقتصادى فى معظم الوقت التصميم للإنسان المتوسط لأن من هم أكبر سيجدونه غير ملائم ومن هم أصغر سيجدونه أبضا غير ملائم. ويكون الحل عادة فيما اصطلح المهتمون بالارجونوميكس على تسميته بالقيم تحت المئوية Percentile وتكون بالتصميم فى فئات تشمل ما تحت الـ 95% أو ما يطلق عليه 95%ile ، أو ما فوق 5% أو ما يطلق عليه 5%ile . |
2- تعقد المنتج Product complexity |
قد تفرض طبيعة المنتج المصمم أن يكون معقدا فى تركيبه أو إجراءات استخدامه أو صيانته. وفى هذه الحالة لابد أن يعطى المستخدم المعلومات الكافية التى تدله على كيفية الاستخدام بل وأن يعطى فرصة للتدريب علي الاستخدام الآمن للمنتج. فبعض المنتجات تتلف فورا إذا ما أسيء استخدامها، لذا كان من المهم جدا أن يدرك المصمم أنه مسئول عن الاستخدام السليم للمنتج ولكنه أبضا مسئول ولو معنويا - جتى الآن فى مصر- عن سوء الاستخدام. |
3- سن المستهلك Consumer Age |
من الواضح بالطبع التأثير الواضح لسن المستهلك على ما يقدم إليه من تصميمات ومنتجات. والاختلاف هنا لا ينشأ عن قياسات بدنية مختلفة وإنما وهذا هو الأهم ينشأ عن قدرات عقلية وذهنية وفارق خبرة لا يمكن إغفاله. فالمنتجات التى قد تقدم للأطفال لا تكون فحسب صغيرة الحجم (إن كانت عرضة للقبض باليد) وإنما أيضا تكون في حدود إمكانياتهم العضلية. وهذه لا يمكن أن تقارن بالإمكانيات العضلية للبالغين ومن هم اكبر سنا. وليس من المفترض أن يكون الطفل اقل قدرة عقلية من البالغ وإنما هناك نمط مختلف للتفكير والتعامل مع الأشياء يرتبط بسن المستهلك. ويخضع الأطفال كما هو الحال لدى الكبار لعوامل المجتمع والبيئة وإن كانوا دائما اقل استجابة للضغوط البيئية والاجتماعية من البالغين. وعلى النقيض من ذلك فإن المسنين يشكلون أيضا مجتمعا مختلفا يستثير فكر المصمم وإبداعه. فالجسم البشري تطرأ عليه بعد سن معين انحدار في كفاءة الوظائف الجسمية وفي قياسات الجسم تؤدى إلى أن يصبح المسنون فئة مختلفة من المستهلكين لهم احتياجات خاصة وقدرات اقل وطاقة عضلية أدنى. ولكن يعوض هذا دائما فارق الخبرة بينهم وبين من هم اقل سنا. وقد يكون فارق الخبرة هذا عاملا مؤثرا في تصميم المنتجات لأن المسنين يكونون أكثر قدرة على الاختيار والتوافق مع المنتجات. بل أن لدى البعض القدرة على توجيه المصمم والمنتج لأوجه النقص العديدة التى قد تطرأ على منتجاتهم نتيجة نقص المعلومات. |
4 -المستهلك المعوق جسديا وعقليا The disabled consumer : |
تضع الإعاقة بكل أنواعها حدودا لعمل المصمم. كما تحدد له مسارا قد يكون مختلفا عن ذلك المتبع فى تصميم المنتجات للمستهلك من غير ذوى الإعاقة. والإعاقة ليست خاصية تصيب فئة محدودة من المجتمع وإنما فى الحقيقة كلنا معوق إلى درجة ما فى حاسة من حواسنا او قدرة من قدراتنا. فالمرأة أثناء حملها تجد نفسها معاقة بدرجة ما تمنعها من أداء مهامها العادية. وكثير منا ينتابه شعور بالاعاقة عندما يصيبه ولو نزلة برد بسيطة. وفى كل مستويات الاعاقة لابد وأن تتكيف المنتجات التى يستخدمها المستهلك مع احتياجاته بتغيير ولو طفيف فى القياسات أو القوى العضلية اللازمة لاستخدامها. |
5- جنس المستهلك Consumer gender: |
الفروق واضحة بين الإناث والذكور فى معظم مراحل العمر فى بنية الجسم وفى القدرات البدنية وغيرها من الصفات. وهذه الفروق يجب أن تؤكد على ضرورة أن يكون هناك وضوح تام فى ملائمة المنتجات التى تخصص لاستخدام كل فريق على حدة. وتكون المهمة أكثر تعقيدا عندما يكون المنتج المستهدف مخصصا لاستخدام كلا الجنسين. فمن السهل تصغير حجم المقبض ليلائم يد الأنثى الأصغر حجما، وتكبيره ليلائم الرجل ولكنه قد يكون من العسير إيجاد الحجم المناسب لكلا الجنسين. وهذا هو فى اغلب الأحوال واقع الأمر فى نحو 80% من المنتجات التى يتعامل معها الإنسان |