التأثيرات السيكولوجية للضوء على الإنسان: يرجع الأثر السيكولوجي للضوء على الإنسان إلى عاملين أساسين هما قوة الضوء ولونه. كل نشاط يقوم به الإنسان يحتاج إلى مقدار معين من الإضاءة كما ذكر سابقا،هذا المقدار يتوقف على عدة عوامل منها:
- نوع العمل أو النشاط الذي يؤديه الإنسان
- نوعية الأفراد الذين يقومون بالعمل (ذكور-إناث-صغار-...الخ).
- بيئة العمل
فعلى سبيل المثال يحتاج الجراح إلى شدة إضاءة تتراوح من 10000الى20000 لكس Lux بينما يحتاج الشخص الذي يقوم بأعمال عادية(عمال) مثلا إلى 50-70 لكس Lux للقيام بعمله،و هكذا تتدرج شدة الإضاءة اللازمة للأعمال المعتادة من 50 إلى 1000 لكس Lux تبعا لدرجة الدقة التي يتطلبها العمل. وهذه القياسات هي ما يستند إليها المصمم عند توزيعه للإضاءة داخل الأماكن المختلفة، ذلك لتوفرت شدة الإضاءة السليمة للإنسان الذي يؤدى عمله، لآن ذلك يساعده على إنجاز عمله بسهوله دون معوقات .وعندما تقل شدة الإضاءة في مكان العمل عن المقدار المناسب فان العين لا تتمكن من الرؤية بسهولة وبالتالي عدم أداء المهام بنجاح ؛ ويؤدى ذلك إلى تدميع العين ؛ يترتب على ذلك إجهاد للعين وتعب للإنسان مما يسبب كثرة الأخطاء في العمل . كما أنه في حالة إذا كانت قوة الضوء أكثر من الحد المناسب فان ذلك سوف يؤدى التقليل حدة الإبصار لدى الإنسان ؛و يسبب له عدم الراحة في الرؤية . و لهذا يجب أن يتم الاختيار لأجهزة الإضاءة التي توفر الكمية المناسبة لآي من الأعمال تبعا لنوع العمل ونوعية الأفراد. فعامل السن له تأثير كبير في عملية الإضاءة. فالشخص الذي يبلغ من العمر 60 عاما يحتاج إلى إضاءة أقوى عشر مرات من الإضاءة التي يحتاجها الطفل الذي عنده عشرة أعوام ليرى بوضوح مثله. وبالنسبة لتأثير لون الضوء فان الضوء يغير من طبيعة الألوان، وعلى ذلك فاذا سقط الضوء الملون على الأسطح المختلفة فانه يغير من ألوانها، ولهذا يتغير رد الفعل لدى الإنسان وربما يكون الأثر السيكولوجي لدى الإنسان عنيفا لرؤية الأشياء مضاءة بطريقة سيئة. إن الاستخدام الجيد للون كعامل هام في تصميم الإضاءة يمكن أن يساعد في انجاز المرئي وتتحسن الرؤية."وانه يمكن تطوير وتحسين الإنجاز المرئي بواسطة إدخال اللون كأداة مساعدة للتمييز. فلو فرض وجود مساحتين لهما كمية إضاءة واحدة ولون واحد لا يمكن تمييزها وانه بإدخال تدرج في اللون يمكن تمييزها بسرعة" كما أن للألوان تأثير على الخداع البصري"فالألوان الباردة تعطى اتساعا للحيز حيث تحسها العين ابعد من حقيقة مكانها،في حين أن الألوان الساخنة تحسها العين اقرب من حقيقة مكانها،و الألوان الصفراء تحسها العين وكأنها على بعدها الحقيقي بالنسبة لها" و من ذلك يتضح مدى أهمية العلاقة بين الضوء واللون وتأثيرهما على الإنسان."فالضوء يبعث الطاقات الإشعاعية الكهرومغنطيسية الضرورية لرؤية الألوان" "ولهذا فانه يجب عند اختيار مصابيح الإضاءة الكهربية مراعاة العلاقة بين الضوء والظل وطبيعة لون الضوء الخارج من المصابيح، والنتيجة النهائية عند سقوط الضوء على الأسطح الواقعة في مجال الرؤية. تؤدي معظم الألوان إلى إحداث استجابات نفسية لدى الإنسان، نظرا لتأثيرها على الأعصاب الحسية للعين. وان درجة تفضيل اللون لا تعتمد فقط على ذاتية الشخص ولكن على البيئة التي يعيش فيها. وانه يفضل عادة استخدام الألوان الدافئة في الأماكن الداخلية ذات المناخ المعتدل ويمكن الحصول على ذلك باستخدام بعض أنواع مصابيح الفلورسنت التي تنتج ضوءا مائل للأحمر،مما يوحي بالدفء والسخونة.ومن ناحية أخرى يستخدم في الأماكن الحارة التي ليس بها نوافذ الألوان التي تعطي الإحساس بالبرودة. ولقد حدد الباحثون قوة التأثير السيكولوجي لبعض الألوان: |