الإحساس والأذن: يوجد فى تشريح الأذن الداخلية مستقبلات لنوعين من الاحساس وهي الخلايا الشعريةhair cells المسئولة عن السمع والاحساس بالتغير في الحركة. ويعتمد نوع الإحساس على مكان تواجدها. فالخلايا الموجودة في القوقعة مسئولة عن الإحساس بالسمع والخلايا الموجودة في القنوات نصف الهلالية مسئولة عن الإحساس بالتغير في الحركة الدورانية والقريبة Saccule عن الاحساس بالتسارع في الاتجاه الرأسي، والكييس Utricle مسئول عن التسارع في الاتجاه الأفقي ويوجد من هذه الخلايا ست مجموعات في كل أذن, واحدة في كل من القنوات الهلالية الثلاث وواحدة في كل من القوقعة والكييس والقريبة وتصطف شعيرات الخلية الواحدة بحيث يكون لها طول يتصاعد تدريجيا من صف إلى التالي وفيما عدا قوقعة الأذن الداخلية تكون أكثرهم طولا هدب حقيقي يسمى الشعيرة الحركيةKinocilium وتنتج عن حركة الشعيرات نحو الشعية الحركية أو حركة الأقصر في اتجاه الأطول عكس لقطبية الخليةDepolarization وبالتالي زيادة في معدل الشحنات الكهربية التي تنتقل إلى العصب المجاور وينتج عن حركتها في الاتجاه المعاكس بعيدا عن الأطول زيادة في قطبية الخلية وإذا تحركت الشعيرات في اتجاه عمودي على هذا الاتجاه لا يحدث أي تغير في قطبية الخلية وبالتالي توفر هذه الشعيرات آلية لتوليد اشارات كهربية تتناسب مع مدى واتجاه حركتها. ويحدث هذا نتيجة وجود وصلة بين الطرف العلوي لكل شعيرة والتي تليها الأطول منها تسمى الرابطة الطرفية Tip link وتتصل هذه الوصلة ببوابة بروتينية على سطح الشعيرة الأطول وعندما تتحرك الشعيرة الأطول تشد على هذه الوصلة مما يؤدي إلى فتح هذه البوابة وبالتالي دخول أيونات البوتاسيوم والكالسيوم إلى داخل الخلية مما يرفع الشحنات الموجبة داخل الخلية (عكس قطبية الخلية). أما الأحداث التالية لهذا فهي غير واضحة المعالم لنا في الوقت الحاضر ولكن تقترح إحدى النظريات أن دخول الكالسيوم ينشط بروتينا محركا في داخل الخلية مما يحرك البوابة السابق ذكرها على جدار الشعيرة باتجاه قاعدتها وبالتالي يقل الشد الواقع عليها وتنغلق البوابة ونتيجة لعكس القطبية تفرز الخلية الشعرية مركبا كيميائيا يستثير العصب المتصل بالشعيرة والذي ينقل بدوره إشارة كهربية إلى المخ . تنشأ هذه الحركة من القصور الذاتي للسائل اللمفي مما يدفع بالشعيرات في اتجاه معاكس للحركة مما يقلل أو بزيد من معدل النبضات الكهربية المنبعثة من جهاز الاتزان (القنوات الهلالية والكييس والقريبة) على حسب اتجاه الحركة ويقوم المخ بترجمة هذا المعدل ليدرك وجود تسارع أو عجلة ولا يحدث هذا أثناء التحرك بسرعة منتظمة ولكنه يحدث فقط عند تغير السرعة أي وجود عجلة ومن مرور موجات الصوت في السائل اللمفي في حالة القوقعة عندما تنتقل طاقة الصوت لتصل الى صوان الاذن الذي يجمع جزء منها ليمر في القناة السمعية الخارجية ومنها الى غشاء طبلة الاذن ثم الى عظيمات الاذن الوسطى الثلاثة ثم الى غشاء النافذة البيضاوية فتنتقل موجات التضاغط الى السائل اللمفاوي للاذن الداخلية فتنشأ موجات في السائل وتتناسب بعد قمة الموجة عن النافذة البيضاوية مع تردد الصوت وتستثار الخلايا السمعية الوجودة عند قمة الموجة لأنها تلك التي تتحرك حركة كافية لاستثارة الخلايا الشعرية فترسل إشارة كهربية الى المخ ليتعرف على الصوت المسموع ولكن عندما تكون شدة الصوت عالية فإن تلك الخاصية الاختيارية تفقد إلى حد ما بسبب اتثارة عدد كبير من الخلايا الشعرية وهذا هو ما يسبب صعوبة التفرقة بين الأصوات المرتفعة هذا وتسبب الأصوات أيضا تشويشا على بعضها البعض بسبب فترة عدم الاستجابة النسبية والمطلقة للخلايا المستثارة بالصوت السابق مما يؤدي لرفع الحد الأدنى اللازم للسمع وهو ما يمكن تفاديه باستخدام عوازل للصوت للتقليل من الضوضاء. |