المفاصل الغضروفية 

  وهذه المفاصل ذات أهميه خاصة فى كثير من الاستخدمات الارجونوميكية وهى لا تسمح إلا بحركات بسيطة ضيقه النطاق. وأهم الأمثلة المعروفة لهذا المفصل هو المفصل الغضروفى الثانوى الموجود بين الفقرات المتجاورة وكما فى المفصل ذو الغشاء المزلق ( الزلالى ) فإن أسطح العظام تكون مغطاة بغضروف ناعم لتقليل الاحتكاك إلى أدنى حد له ولكن هناك يوجد أقراص من ألياف غضروفية Fibro Cartilage Discs ويعرف جزء الفقرة الملامس للأقراص البين فقارية  "بالجسم"  ويقع خلفه القناة الشوكيةspinal canal  التى يمر بها الحبل الشوكىSpinal cord  .وللأقراص البين فقارية منطقة مركزية مرنة محاطة بغلاف واقى ليفى Shell Fibrous ويعمل تكوين العمود الفقرى بهذا الشكل المرن على امتصاص ومقاومة الصدمات. ويكاد يبلغ طول الاقراص الغضروفية نحو ربع الطول الكلى للعمود الفقرى . وحيث أن هذه الاقراص تنزع الى التحلل التدريجى بعد منتصف العمر فإن طول القامة ينقص تدريجياً. وبالمثل فإن الانضغاط المتزايد للأقراص خلال ساعات النهار يمكن أن يسبب نقص فى طول القامة يعادل نصف بوصه تقريباً أقل من طول الإنسان عند المساء ، إلا إذا قضى الإنسان يومه مستلقياً على ظهره بالطبع.

ويرتبط كل أجزاء التكوين فى العمود الفقرى معا بواسطة شرائح عريضة من الأربطة من الخلف والأمام تبدأ من الجمجمة وحتى العصعص Coccyx . وتتصل الفقرات بواسطة سلسلة من الأربطة المرنة التى تساعد فى المحافظة على التقوس الطبيعي للعمود الفقرى. وهذه الأربطة هى الوحيدة فى الجسم التى تحتفظ لنفسها بإجهاد ثابت طول الوقت.

وينتج عن هذا التركيب الفريد إمكانية انحناء الجسم إلى الأمام بسهولة وكذلك الإنحناء إلى الخلف ولكن ليس بنفس السهولة أو المدى الحركى. ورغم أن الكمية الكلية للحركة التى تسمح بها ميكانيكية العمود الفقرى تكون كبيره فإن الحركة بين الفقرات وبعضها تكون صغيرة جداً.

وبالاضافة إلى الإنحناء أماماً وخلفاً فإن العمود الفقرى يسمح أيضا بالدوران Rotation وكميه الحركة الدورانية هذه تتراوح بين 90ْ فى فقرات العنق إلى نحو 30ْ فى المنطقة القطنية Lumber Region أسفل الظهر. وهذه الحركات الدورانية هامة جداً فى التحكم فى مدى نطاق المسح البصرى Visual Seanning للمجال المرئى حولنا. وتعاون الحركة المركبة للعنق ومنطقة أسفل الظهر بالاضافة إلى حركه العينين جميعاً فى تحقيق المدى كامل ( 360ْ ) اللازم لمسح الافق مع ثبات الحوض تماماً فى وضع الجلوس.

وتقع العضلات المستخدمة فى ثنى الجسم أماماً فى داخل التجويف البطنى لذا فإنها لا يمكنها بذل قدر كبير من القوى. ويقوم الجسم بالانتصاب بواسطة تركيبات عضلية مركبه ومعقده أهمها العضلة  الناصبة Erector Spinae وتؤثر هذه العضلات على النتؤات العظمية التى تبرز للخلف والمعروفة بإسم النتوءات المستدقة  في الفقرات العظمية . وإذا ما كان جسم الفقرة يعد محور إرتكاز لحركتها فإن كل زوج من الفقرات يكون رافعه صغيره الحجم .ومع هذا فإن التأثير الإجمالي لهذه الروافع هو إنتاج حركة أقل قوة من أكبر الروافع الأخرى فى جسم الإنسان مثل التى تكون فى الأطراف ولذلك فأنه لا ينبغى أن يطلب من مشتغلى المنتجات بذل قوة أو جهد فى أوضاع تستدعى منهم ثنى ظهورهم . لهذا فإن دراسة الحركة الميكانيكية للعمود الفقرى لها أهمية كبيرة عند تصميم الأدوات التى تتضمن الرفع من أى نوع وكذلك عندما يتطلب الأمر استخدام قوه الذراعين فى أداء عمل ما وذلك بالاضافة الى أهميتها فى تصميم المقاعد و معدات الراحة بشكل عام.

إذا ما كان من الضرورى تحميل عبأً كبير على الظهر أو فى ظروف تتطلب وجود جهد عضلى حاد، فإن النتيجة ستكون حتما آلام فى الظهر وهو أمر قد يسببه حتى درجة معتدلة من هذه الاجهادات لو استمرت أوضاع الجسم السيئة Bad Posture  لفترة أطول .أما الإجهادات التى تزيد عن مثل هذا الحد المعتدل فإنها يمكن أن تسبب أضراراً للعضلات والأربطة المرنة، ولو كان الحمل مفاجئاً فإن الغشاء الليفى للأقراص الغضروفية البين فقارية يمكن أن تتعرض لتمزق مما يؤدى إلى تسرب عصارة الجزء المركزى الأكثر نعومة والأكثر سيولة إلى القناة الشوكية مما يسبب ضغط على الحبل الشوكىspinal cord  وهو ما يعرف بالانزلاق الغضروفىDisk prolapse .

موضوعات متصلة